Monday, February 18, 2008

لحظة سكون


فى أحياناً من الوقت... !!! يشعر كل واحد منا بمشاعر لا أقول سلبية ولكن شعور بالوحده الغريبة التى لم يعهدها ، على الرغم من أن الجميع يحبك وكل من حولك بجانبك ، ولكن شعور بالخوف شعور بالزهد فى كل شئ ، تجد أنك لاتريد أن تتحدث مع أحد لا تريد أن ترى أحد ، تبحث عن أماكن بعيده عن عيون كل من حولك ، حتى عندما تركب فى المواصلات يشرد ذهنك بعيداًً جداً إلى أبعد مكان فى الوجود ثم تعود إلى وعيك مرة أخرى ، فتجد أنك لازلت فى دنيا لاترغبها ، حتى عندما تكون ذاهباً إلى عملك فى الصباح ، وفى طريقك تجد أنك قد أصابتك حالة من فقدان الوعى لمده تظنها كبيرة جداً قد تصل إلى عشرات الأيام وعندم تصل إلى باب المكتب الذى تعمل فيه تجد أنه ما مر عليك من الوقت هو أقلُ من ساعة واحدة ، والأصعب من ذلك .... عندما تهيئ لك الفرصة بالخلوه مع نفسك فى مكان تجد فيه راحة لنفسك ، فيكون على شاطئ ... فى ليلة تكون ممطرة ... ، فتجد مشاعر لم تعهدها ولم تتعود عليها ، وكأن الكون كله يعيش معك هذه المشاعر، ، الكون كلة يحتضنك.. يضمك.. يطمئن عليك.. ، حتى أن السماء كأنها تقول لك أننى أمطر تعبيراً على أحساسى بك !! فتهطل الأمطار رويداً رويداً وأنت لاتكاد تصدق ما ترى وما تشعر به ، وتتحدث مع السماء وتقول لها لما هذه المشاعر فأنا لم أجدها ولم ألمسها من بشر.. وكأنها تقول لك أنا أشعر بك وبكل ما يألمك ولكنى لا أستطيع أن أساعدك إلا بتعاطفى معك وأن اُشعرك أنى بجانبك . وتخاطب السماء وتقول لها وكيف عرفت ما أصابنى من حزن وضيق وألم ، فتقول لك وهى مازالت تمطر أنها نظرت فى عينيك فوجدتهما فى شرود بلا سبب ، فنظرتُ فى داخلك .. فشعرت وأحست بما يألمك ، فأنهال المطر منى لأشعرك أنى بجانبك ، ومع كل قطرة تسقط على جسدك تشعر كأنها لمسة حنان تمسح على كتفيك لتشعرك بالأمان وأن هناك من يهتم لأمرك ، ولاتكاد تنتهى من حورك مع السماء ، ألا وتجد البحر فى ليله الهادئ تعلو فيه الأمواج .. وكأنها قد غارت من السماء أنها تكلمك ، وهنا تلتفت إلى البحر ، وفى لحظة ..!! تجده سكن ، وأنت لاتعرف ما أصابه ، وبعد لحظة تعرف أنه هو الأخر يريد أن يرحب بك ويشاركك مايألمك وما يُحزنك ، وتبدأ تشتكى له كل ما يألمك ، ولأول مره ... له هو فقط ... تقول له كل صغيرة وكبيرة عما فى داخلك من أشياء أصابتك ومشاكل محيطة بك وأشياء كثيرة لا تستطيع أن تأخذ فيها قراراً ، والبحر فى سكون وهدوء .. يسمع منك كل ما تقوله فى شجن وكأنه يأنس بك ويُحيطك بالسكون ، وأنت عندما تجده كذلك تطلب منه أن يساعدك ، فيقول هو الأخر لا أستطيع إلا أن أسمعك وأحتضنك وأحيطك بالسكون ... حتى تعرف وتعلم أنى أشعر بك وبما أصابك ، وما هى إلا لحظات ... ويصيبك نسمة هواء تلتف حولك وتداعبك ، تريدُ هى الأخرى أن تُدخل على قلبك السرور وتخرجك من الحالة التى تشعر بها ... من الم وحزن وضيق ، ولكن مازال مابداخلك لم تجد ما يخرجه ، وعندما تنظر إلى السماء تجد أن السماء قد توقفت عن المطر ، وانتشرت فيها حبات متناثرة فى شدة الجمال .. مجموعة من النجوم المتلألئة .. , جميعها يصدر منها ضوء ً خافت... يشعرك بالسكون والهدوء الذى ليس له مثيل ، فتحدثها هى الأخرى ، وفى لحظة تجد السماء قد امتلئت نجوما وكأنها قد أجتمعت كلها لتسمعك... وتظل تحكى وتحكى... و الكون كلة فى انسجاماً قمة فى الروعة حتى تشعر أنك أصبحت جزء من هذا الكون أنت والبحر والسماء والنجوم فقط فى هذا الكون ، ولكن بعد كل ذلك تعود ادراجاً الى البيت ولم تجد حلاً فيما تريد ... وتحدث نفسك , وأنت تفترش سريرك , وحتى عندما تستلقى للنوم ... تزال تفكر حتى تغوص فى أحلامك وهكذا ولاتدرى ماذا تفعل