Monday, October 20, 2008

من النهاية كانت البداية

دائما ً ما يكون نهاية الأشياء هى البدايات لأشياء أخرى وقد تكون هذه النهاية مؤلمة ولكنها تعلن عن بداية مشرقة والعكس بالعكس ، والكل يحيا فى هذه الحياه فى محاولات دؤبة للبحث عن البداية المشرقة التى تنجز له مايريد وتحقق له كل مايتمناه ،ولكن أختلفت النهايات لتحقييق هذه البدايات المرجوه ، ودعونا نلقى نظرة فى عجالة لمحاولة فهم هذه النظرية
وكيف يمكن لنهاية محرقة ان تخرج بداية مشرقة ، ومتى يحدث ذلك ؟؟ ، وهل يمكن تطويع الأحداث التى نعيشها لتكون البديه السليمه ,
فى حقيقة الأمر بحثت مرارا وتكرارا عن محاولة لفهم وأدراك ماهى البداية السليمه التى لابد من البدء من عندها طلباً فى الفلاح الأبدى ، وكيف أستطيع أن أبدأ هذه البداية ، وما هى الوسائل التى تستطيع أن تساعدنى لتحقيق ذلك , فوجدت أن بداية البداية ونهاية النهاية هى ... معرفة الله ... ولكن الوصول ليس باليسير فنحن نتحدث عن الله.. لأنه فى حالة الوصول إلى هذه النقطة وهى معرفة الله ، نكون قد وفقنا للبداية الأنطلاق بقوة الصاروخ أو مايزيد الى الحياة الحقيقية حياة نسمع عنها فى عصور سبقتنا وأمم خلت أمتنا ولكننا عندما نسمع مايقال فى ذلك تجد أن عقلك لايدركها ولايستوعبها وتقول كيف لهؤء البشر أن ينطقوا بهذه الكلمات ومن اين جاءوا بهذه المفردات وكيف تولدت عندهم هذه المشاعر تجاه الله وهل معرفة الله تحدث كل ذلك ، بل الأكثر من ذلك والأروع والتى هى ثمرة هذه المعرفة وهى الحب ، وكيف لانحبه وقد عرفناه ، بل كيف لانحبه وقد شملنا بحنانه ووده ولطفه فى محاولة منه تبارك وتعالى لجذبنا اليه ، ولكن مازال السؤال قائم كيف البداية ؟؟ ..، ان معرفة الله تتحق بمجرد النظر الى الكون من حولك بالنظر الى نفسك وخلقتك بالتفكر فى نعمه التى تحيطنا من كل جانب ، فصدق ابن عطاء الله عندما قال كيف يتصور ان يحجبة شئ (أى الله ) وهو الظاهر فى كل شى ام كيف يتصور ان يحجبه شئ وهو الظاهر على كل شئ ام كيف يتصور ان يحجبه شئ وهو خالق كل شئ ، فمعرفته تعالى متاحة للجميع لمن اراد ان يعرف ربه عز وجل ولكن يستثنى من هذه القاعدة المستكبر والمعاند هؤلاء فقط هم الذين يحجبهم سبحانه وتعالى عنه بقهره ، ودعونا نغوص سريعا فى بعض حب ربنا ووده وحنانه علينا ،يكفينا انّه عندما خلقنا نفخ فينا من روحه ورزقنا جسداً قد أبدع فى خلقه ثم يطلب منّا أن نعبده به ثم يجازينا بالإحسان إحسانا وبالإساءة عفوا وغفراً فيا لرحمته تعالى ، ثم يخلق لنا بعد ذلك من الأشياء المبهجه والرائعة فى منظرها حتى يدخل على قلبنا السرور ويسعدنا ، فيخلق لنا الزهور الرائعه فى منظرها والمساحات الخضراء الشاسعة والفراشات بالوانها الزاهيه فلماذا كل هذا ..فلاتجد أجابه إلا أنه سبحانه قد خلق كل شئ فأحسن خلقه و أنه تعالى جميل يحب الجمال ، وحتى يعرفك عليه أكثر فيا لعظيم ووده ، وتراه سبحانه وتعالى يكون لك السحاب الذى يتصادم مع بعضه فينزل به المطر على البقعة التى قد أختارها حتى تنبت لك الزرعة التى يحصدها الفلاح ثم يشتريها التاجر الذى يبيعها لك أنت لتأكل منها ، تخيل كل ذلك لك أنت ، وأروع من ذلك والتى يقف عندها العقل عاجز عن استيعابها وهى أن الله دائما أبدا يدبر لك شؤنك وأحوالك اليومية والتى قد تظهر لك فى بداية الأمر بعقلك البشرى أنها أسوء شئ يحدث لك وانها الشر بعينه ولكن بمرور الوقت والأيام والشهور بل والسنين تجد عظيم فضل الله وكرمه وتدبيره بنظرته سبحانه وتعالى الشامله فهو قد أحاط بكل شئ علما فكيف لا يختار لك الخير كله وهو قد جعلك خليفته ، فلو نظر الواحد منا وأستعرض تاريخ حياته من بدايتها حتى الآن سوف يدرك هذه الحقيقة ، والغريب أنك لو نظرة الى هذه العلاقه بينك وبين الله تجد انه غنى عنك وانك المحتاج اليه والفقير اليه ولكن رغم ذلك هو الذى يتودد اليك ويحيطك بفضل ورحمته ونحن كما نعلم كلنا .. آلا تجد تفسير لذلك ....؟؟ . والداعى من وراء ذلك كله انّ نعلم كل العلم انّك عندما تعرف مع من تتعامل وتدركه تمام الأدراك انه هو.. الله... سوف تتحول الحياه التى نحياها الى مسارها الصحيح ، ولكن للتحول الى ذلك الأتجاه نحتاج الى نهاية لما سبق ، تتبعها مباشرتاً البداية التى تحدثت عنها ولاتنظر اذا كانت النهاية محرقة أو مؤلمه ولكن وصولك لهذه النقطة هى بداية النهاية ، النهاية الأخرويه التى هى الحياه الحقيقية الأبدية يوم توفق بفضل من الله سبحانه وتعالى انّ تنظر الى محبوبك الذى ظللت تحبه وتحيى فى كنفه ومعيته ، وتلقى احبّتك محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه وتجاور من أحببتهم من الصالحين الأبرار فتشعر عظيم منته عليك فيزداد حبك له فيارب أحيى قلوبنا بحبك وأجعلنا لك كما تحب .... اللهم أجعل حبنا كله لك .. وسعينا كله فى مرضاتك .. يارب أجعلنا نحبك بقلوبينا كلها ونرضيك بأجسادنا كلها ....