
منذو فترة ليست ببعيده تراودنى مجموعة من الأسئلة حاولت مرارا ابحث لها عن أجابة ولكن ..... منها على سبيل المثال
لماذا دائما أبحث عن أماكن بعيده عن أعيون الناس تتميز بالسكون والهدوء لأجلس فيها...؟؟؟
لماذا كلما سرت فى الطرقات نظرت إلى أعين الناس ووجوههم شعرت بالحزن والأسى عليهم على الرغم من أنى أفقر الى الله منهم ..؟؟
لماذا كلما اجلس فى أى مكان أجد نفسى أتأمل فيما حولى على الرغم من انه قد يكون جماد ولا يمثل شئ إلا أنه فى عينى من العجائب ..؟؟؟
لماذا اشعر دائما بحقارة الدنيا التى نعيشها وأشعر فى أغلب تعاملى مع الناس بضيق لما يحدث من مواقف غريبة لا أجد مبرر لها ..؟؟؟
لماذا هذه العاطفة من الأم التى قد تصل فى بعض المواقف إلى العجز عن تفسيرها ..؟؟؟
وغيرها الكثيرمن هذا القبيل.. وبعد فترة جاءتنى خاطرة تمشى على أستحيا ، أننا عندما خلقنا الله ، أكرمنا بنعم كثيرة لا نكاد نحصيها ، ولو جلسنا منذو خلقنا حتى مماتنا نشكر الله لن نوفى حق شكره ، فقد أكرمنا سبحانه بعينين ولسان وشفتين وعقل وأيدى ورجلين وقلب ينبض ومشاعر وأحاسيس ، فكل هذه النعم من خلق الله ، وفى صغرنا كنا نرى كل جميل ورائع ونشعر بكل أحاسيس بريئه نقيه.. لماذا ..!! لأن هذه النعم كانت تعمل بفترتها .... كانت تعمل للغرض الذى خلقت من أجله .... وليس كما نستخدمها نحن البشر فى غير طبيعتها ، فتجد على سبيل المثال..!! نعمة العينين ، خلقها الله للأنسان ليهتدى بها فى الدنيا ، وأقصد بالهدايه هنا ، أن نستخدمها لتهتدى بها فى التعامل مع الأشياء التى حولنا ، ولنمتعها ونزكيها بالنظر فى صفحات القرآن والقراءة فى سير الصالحين والتزود بها فى أكتساب العلوم وغيرها ، وليس كما يستخدمها الأنسان فى غير غرضها ، وأعظم من ذلك نعمة الأحاسيس والمشاعر ، والتى قد تحول حياتنا من الجحيم إلى النعيم ، وأذا شئت التعرف علي هذه النعمه أنظر إلى عاطفة الأمومه ، أنظر إلى علاقة الموده بين الزوج والزوجه ، بل أنظر أستخدام الطفل الصغير لهذه النعمه بفترته السليمه ، فتجده لا يعرف الكره ، فكل من يُظهر له مثقال ذرة من حب يقابله بقنطار وسيل من المشاعر البريئة ، وهو يفعل ذلك ولا يدرى لماذا ، ولكنها طبيعتنا التى خلقنا عليها ، لذلك عندما تترك تلك النعم تتعامل مع الكون من حولها تجدها تعود إلى فترتها وتبدا فى أدراك النعم الأعظم التى فى الكون من حولنا تجدها ترى كل دقيق على أنه من العجائب ، تجد مشاعرنا الرقيقة النقية تظهر فى تعاملاتنا ، ولكن كثيرا ما تعود الطبيعة البشرية لحالتها المريرة ، فتجد النزاعات والخلافات وتجد كل شر ، لذلك ارجو من الله أن أتذكر دائما نعمه وأستخدمها فى الغرض الذى خلقها من أجله ، ولا أنسى اننى أمانه أودعها الله فى الدنيا ووفرلها كل الأمكانيات المتاحه وسخر لها الكون كله لهدف
وأختم بقوله تعالى .. رب أنى لما أنزلت الى من خير فقير