على مكتبى كنت جالساً، أعمل فى صمت وأجّهزتقرير طلبه منى المدير المالى ... و فجأة
من قبل ، ولكن هذة المرة أسمع كلمات كأنى لم اسمعها من قبل ، قد يكون ذلك راجعاً الى أحاسيس مضطربة بداخلى وكانت هذه
خليك طيب تبقى قريب ... وازرع قلبك رحمة وخير
ادم خيرك ... سامح غيرك .. خليك ديماً قلب كبير
خليك شمعه فى ليل أحبابك ... أوعى القسوة تبان فى عتابك

وهنا.. لم أستطع أن أكمل الكلمات حتى غصت فى أعماقى ، وغادرت الى عالم غير الذى نحياه ، عالم ملئ بالحب والرحمة. عالم قد نكون عشناه فى لحظات. وقد نكون شعرنا به فى مرحلة صغرنا . حيث البراءة والطفولة... حيث الحب الطاهر... حيث القلب الخالى من القسوة والحقد ... حيث النفس تسموى وتحيا حياه السعداء ... ففى وقتها لم يكن القلب قد شابه أو خالطه الجفاء. أوأساليب الغابة التى نحياها .. فأنطلقت فى عالمى .. وذهبت بعيدا بعيدا الى حيث يطمع الطامعون فى عالم خالى من النفاق والظهور.. عالم يسوده الحب الخالى من المصالح الشخصية وفيه الصداقة البريئة ... فرسى بى قارب خيالى فى جزيرة مليئه بالزهور.. لا تعلوها سحابة سوداء.. فهى نقية ساطعة بيضاء... بها أناس ليسوا ببشر.. بل بشر.. ولكنهم كالملائكة.. ترتسم على وجوههم ابتسامة عريضة قلّما نجدها فى عالمنا الذى نحياه .
استقبلونى بكل حب وترحاب ، وقالوا لى : مرحبا بك فى عالماً تتمناه ، عالم الجميع فيه هنا سواسية يحب بعضهم بعضا ويخاف كل واحد منهم على الآخر ، لامكان لقسوة القلوب هنا ، لامكان للنفاق ، الجميع هنا تحبهم ويحبونك لا لمصلحة تريدها ولا لغاية ترجوها ، بل لله ، قلوبنا هنا مزروعة رحمة وخيرًا وأحسان ، الجميع هنا يخدم بعضه بعضا
وهنا :- ايقنت انه العالم الذى اتمناه ، فذهبت معهم.. وأخذت اتأمل فى أنحاء هذه الجزيرة ... وتأملت بيوتهم فوجدتها غير الذى كنت أعرف ، فهى من البساطة بمكان ، لامجال للتظاهر ولا للتفاخر ، بيوتهم كلها سواء ، فههمت أن أدخلها فطلبوا منى أن اصبر حتى نكمل ما بدأناه فصبرت معهم ، فأخذونى الى بيت مالكهم فوجدته مثل بيوتهم بل هو أبسط منهم ، وهنا استغربت كيف ؟؟ فعندنا بيوت الملوك والرؤساء من الفخامة بمكان ، فقالوا لى : أن الملك فى جزيرتنا مثلا وقدوة لاينبغى أن يحيا حياة طيبتنا ونحيا أشقياء ، فلا مجال لتّمايز ها هنا الا بتقوى الله . ومررت على أصناف بشر، ووددت أن أكون مثلهم ..يا لرحمتهم .. يا لعفوهم ...يا لصفاء قلوبهم ...يا لجمال صحبتهم
أذا اردت أن تعرف معنى الحب الصادق فخالطهم . وأذا اردت طهارة قلب فعاشرهم .
وكان هناك مكان يرى منه معظم هذة الجزيرة.. فذهبت اليه , وعندما نظرت منه.. أول ما وقعت عينى عليه ..
وتركت المكان الذى كنت أعتليه وههمت بالنزول , فأستقبلنى رجل ولكن وجهه أكثر بيضا ، وكان هو البادئ بالسلام وقال لى أنه هو قاضى هذه الجزيرة

هذه صورة من مخيلتى عن مجتمع كما أريد ولكن