Wednesday, July 2, 2008

لحظة من فضلك .... ؟؟


قالوا أننا فى عصر السرعة ولا وقت للأنتظار ، قالوا أسرع فإن القطار لاينتظر البطيئ ،وقالوا لاوقت حتى للتأمل فى الطريق ، فنحن نحيى فى صراع مع الزمن ، فالوقت هو الحياه ....!! هى كلمات ينطق به كل من تراه فى حياتك ..فى العمل .. فى البيت .. حتى مع الأصدقاء .. ولكن ليست السرعة تثمر عن فوائد فى جميع الحالات وخاصة فى الحكم على
الأشياء ، وأروع ماقيل فى ذلك هذه الكلمات
لماذا تكلف نفسك عناء الأستماع لما يقوله أحدهم فى حين أنك تعلم أنه مخطئ وكاذب
لماذا تستمع لخمسة أشخاص شاهدوا حادثة معينة فى حين أن كلام الشخصين الأولين متطابق بدقة

لماذا تضيع وقتك فى الأستماع لوجهتى نظر متعارضتين فى حين يبدو أولاهما أكثر إقناعا

لماذا تظل تفكر كثيرا ً مع أن أول فكرة تطرءعلى ذهنك قد تحل المشكلة

والإجابة هى :- أن النضج فى أصدار الأحكام يشبه النضج فى الحياة حيث يحتاج إلى الوقت ليكتمل نموه
وأنا أعتقد : أن هذا هو الفرق بين عامة الناس والأشخاص الأكثر تأثير فى المجتمع ، فنحن دائماً ما نتسرع فى أصدار الأحكام سواء على أشخاص نعرفهم أو على مشاكل تواجهنا فى حياتنا ، ولكننا وللأسف نصدر أحكام مشوهه لاتعبر عن الحقيقه ، مع أنها قد تعبر عن شيئ من الحقيقة ولكنها ناتجة عن تسرع فى الحكم ، وقد تظنها فى بداية الأمر هى الصواب بعينه ، وتعتقد أنك مهما فكرت فى هذه المشكله مرات ومرات لن تصل إلى حل أفضل مما وجدته فى أول مرة ، فقد تكون بالفعل توصلت لحل صحيحح ولكنك لو تركت للعقلك فرصة للتأنى فى التفكير ستجد أنك سوف تتوصل لأفضل حل من الحلول , ولو تأملت مع نفسك للحظات وأسترجعت جميع الشخصيات المؤثرة فى المجتمع ، ستجد أنها لا تتسرع فى التعبير عن أرائها او فى حكمها على الأشياء والأروع من ذلك طريقة حل هذه الشخصيات للمشاكل ، ومَن أروع من الرسول (ص) فى التأنّى فى التفكير ، وإذا أخذنا مثالاً من الزمن الحديث ...فقد أعجبنى غاندى عندما جاءه شعبه يطلب منه أن يجد لهم الحل لأجلاء الأستعمار عن بلاده فقد أصابهم الذل والفقر من هذا الاحتلال الذى يستنفذ مقدرات البلد فى خدمة أهدافه الاستراتيجية

وهنا قال غاندى : أتركونى أفكر .. وذهب إلى كوخ له فى قريته التى نشأ فيها وجلس يفكر طويلاً ، حتى خرج بحل هو الأروع من نوعه .. فرجع الى شعبه وقال لهم : ليس لنا حل إلا الأمتناع عن سداد ضريبة الملح للأحتلال ،وقد تبدوا لنا هذه الفكرة فى بداية الأمر أنّها تافه ولا تستطيع أن تحدث شئ ... ولكن أصبر وتأنى فى التفكير.. فقد كانت هذه الضريبة تمثل العائد الأكبر الذى يستفاد منه الأحتلال ، وبالفعل أقتنع شعبه بهذه الفكرة ، وكانت سبب فى خروج الأحتلال من بلاده ، وأصبحت بلده آمنة مطمئنة ،بفضل هذه الفكره
وهذا هو التأنى الذى أقصده ، فليست العبره بسرعة التوصل إلى حلول ولكن العبرة بمدى قدرة هذا الحل على معالجة المشاكل بالشكل الأمثل ، لذلك عندما تتعرض لمشكلة أو تبحث عن الحكم على شخص قل لنفسك ... من فضلك أنتظر لحظه ... وتذكر مقولة فوتير .. لاتوجد مشكلة مهماكانت صعبة فى وقتها لايستطيع العقل البشرى أن يفكر فى طريقة حلها .. ثم أعطى لعقلك الفرصة ليستغل كل قدراته وبناء علاقته للتوصل للحلول المثلى . وهنا ستجد أنك تتشبه بالحكماء والفلاسفة ، وتتصدر قائمة الشخصيات التى دائما ما تلجأء الناس اليها للأستفاده من خبراتها ، وعندها كن على قدر المسئوليه ، وأشكر الله أن رزققك الفهم الواضح والعقل الراجح فى التعامل مع الأشياء وأختم بمقولة سيدنا علىّ رضى الله عنه ..... ربى إن من أعطيته العقل ماذا حرمته .. ومن حرمته العقل ماذا وهبته

1 comment:

ياء said...

فكره التدوينه صحيحه

لكن يجب ان لايطول التفكير فى الاشياء الى ان ينقضى وقتها